سيرتك الذاتية قد تُرفض دون أن تُقرأ

سيرتك الذاتية قد تُرفض دون أن تُقرأ

ليس لأنك غير مؤهل... بل لأن الذكاء الاصطناعي لم "يفهمك"!

في لحظة حاسمة، وبعد ساعات وربما أيام من إعداد سيرة ذاتية تعكس خبراتك، طموحاتك، ومسارك المهني، تضغط على زر "إرسال" وتتمنى الأفضل. لكن ما لا تعلمه هو أن هذه السيرة قد لا تصل أبدًا إلى أعين مدير التوظيف. لا لأنك لست جديرًا بالوظيفة، بل لأن نظامًا آليًا – غالبًا برنامج ATS (Applicant Tracking System) – قرر أنك غير مناسب... قبل أن يُلقي إنسانٌ نظرة واحدة على ملفك.

من المسؤول؟ برنامج لا يقرأ "بين السطور"

أنظمة تتبّع المتقدمين (ATS) أصبحت الآن الخطوة الأولى في معظم عمليات التوظيف. هذه الأنظمة لا تفهم السياق، ولا تملك الحس البشري للتقدير، بل تعتمد على كلمات مفتاحية، تنسيق محدد، ومعايير آلية لفرز المئات من السير الذاتية في ثوانٍ.

لذا، إن كانت سيرتك مصمّمة بشكل إبداعي للغاية، أو خالية من الكلمات التي يبحث عنها النظام، فقد تُرفض تلقائيًا. تخيّل أن جهودك، وشهاداتك، وحتى إنجازاتك قد لا تتجاوز البوابة الرقمية الأولى... فقط لأن "الروبوت" لم يفهمك!

الذكاء الاصطناعي لا يميز بين مبدع ومهمِل

ربما قضيت وقتًا طويلًا في تنسيق سيرتك بخطوط جميلة وأيقونات جذابة، لكن هذا ما قد يجعلها غير قابلة للقراءة بالنسبة للبرنامج. التصميم الإبداعي قد يُعجب الإنسان، لكنه يُربك النظام. فالأمر بالنسبة له ليس فنًا... بل ترميزًا.

إن لم تستخدم الكلمات المفتاحية الصحيحة الموجودة في وصف الوظيفة، فقد لا تُظهر خوارزميات الفلترة سيرتك ضمن القائمة المختصرة. وربما تكون أفضل من كل المرشحين الآخرين... لكن ذلك لن يُغير شيئًا.

الحل؟ اجعلها بسيطة، واضحة، ومدروسة

الهدف ليس أن تُرضي الآلة، بل أن تتجاوزها لتصل إلى الإنسان. وهذا يتطلّب كتابة سيرة ذاتية واضحة، منظمة، ومبنية على الكلمات المفتاحية الصحيحة. استخدم تنسيقًا بسيطًا، وابتعد عن الجداول المعقدة أو الصور. دع المهارات تظهر بلغتها المفهومة للأنظمة، دون مبالغة أو رمزية لا تُقرأ رقميًا.

إن كنت تتقدّم لوظائف كثيرة، خصّص سيرتك لكل منها. اقرأ الوصف الوظيفي بدقة، واستخرج منه العبارات الأساسية، وادمجها في سيرتك بذكاء. فالخوارزمية لا تخمّن... هي تبحث عن تطابق.

خاتمة: اجتز الروبوت لتصل إلى الإنسان

الذكاء الاصطناعي في التوظيف لا يُعد عدوًا، لكنه عقبة يجب فهمها وتجاوزها. في زمن تُقرأ فيه السير الذاتية عبر خوارزميات قبل البشر، أصبحت الكتابة الذكية ضرورة، لا ترفًا.

 اجعل من سيرتك الذاتية جواز عبور ذكيًا، لا مجرد ورقة أنيقة. فالوصول إلى الفرصة يبدأ أحيانًا بفهم كيف تُفلتر الكلمات... قبل أن تُقيّمك العيون.