تفتح البريد الإلكتروني، ترى الرد الذي كنت تنتظره… وترتخي ملامحك. "نشكرك على التقدّم… لكننا اخترنا مرشحًا آخر."
تغمض عينيك، وتهمس في داخلك: "لكنني الأفضل. لدي المهارات، لدي الخبرة. لماذا لا أُختار؟"
هنا تبدأ القصة.
في كل مقابلة عمل، الجميع يُظهر أقوى ما لديه: شهادات، مشاريع، تجارب، لغات، برمجة، مبيعات… لكن الشركات لا تبحث فقط عن الورق. هي تبحث عمن يُضيء الغرفة عند دخوله. عن ذاك الشخص الذي تحمله ملامحه قصة، وتحمله كلماته شغفًا، ويحمل حضوره وعدًا بالتغيير.
الفرق بينك وبين الآخر قد لا يكون في السيرة الذاتية، بل في الطاقة التي تحملها حين تتحدث، في الشغف حين تحكي عن نفسك، في الصدق الذي يلمع في عينيك حين تقول:
"أنا لا أبحث عن وظيفة… أنا أبحث عن مكان أضع فيه قلبي."
تخيل أنك تجلس في مقابلة، ويُطلب منك أن تتحدث عن نفسك. تقول باختصار:
"أنا أحمد، لديّ خبرة 6 سنوات في مجال التسويق، أجيد التحليل وبناء الحملات، عملت في 3 شركات."
كل ما قلته صحيح. لكنه بارد. جامد. لا يُلهم.
الآن، تخيل أن تقول:
"أنا أحمد، عشت طفولتي أبيع مجلات لأتعلم الإقناع. كبرت، وبدأت أرى كيف يمكن لكلمة واحدة أن تغيّر قرار جمهور كامل. حين دخلت عالم التسويق، لم أكن أروّج منتجات، كنت أروي حكايات، وأصنع روابط. هذا ليس عملًا بالنسبة لي… هذا شغف."
هل ترى الفرق؟ في الأولى أنت مهارة.
في الثانية أنت إنسان.
حين تدخل مقابلة العمل، لا تدخل لتُبهرهم بمعلوماتك، بل لتُقنعهم أنك الشخص الذي يريد أن يصنع فرقًا.
أنك لا تملأ مقعدًا، بل تبني شيئًا.
أنك لا تبحث عن الراتب فقط، بل عن دور.
من لا يعرف لماذا يفعل ما يفعل، لن يلهم من أمامه.
ومن لا يُظهر شخصيته، لن يراها أحد مهما كان ذكيًا.
هناك قصة شهيرة لرائدة أعمال كانت تبحث عن مساعد. تقدّم العشرات. أفضل الجامعات، أقوى السير الذاتية. لكنها اختارت شابة لا تمتلك كل المؤهلات، فقط لأنها قالت في المقابلة:
"أنا لا أمتلك كل الإجابات، لكنني أعدك أنني سأبحث عنها بكل قلبي."
بهذه الجملة، كسبت الوظيفة.
لأنها لم تُظهر الكمال، بل أظهرت الشغف، التواضع، والإصرار.
إذا كنت تمتلك المهارات والخبرة، فاعلم أن هذا هو الحد الأدنى.
لكن ما يصنع الفرق… هو حضورك، قصتك، وحرارة صوتك حين تتحدث عما تحب. حين تدخل المقابلة القادمة، لا تنسَ أن تُريهم من أنت، لا فقط ما تعرفه. فالناس لا توظف السير الذاتية… بل توظف القلوب التي تؤمن بما تفعل.
مرحبًا بك في منطقة التعليقات! كن مهذبًا وابقَ في صلب الموضوع. قم بزيارة الشروط والأحكام الخاصة بنا واستمتع معنا!
لم تتم إضافة أي تعليقات بعد، كن الأول وابدأ المحادثة!